الأربعاء، 19 يناير 2011





" صدق إنج اسبيس تووون " .. " حركااتج شرااات اللي بسبيس توون" " صوتج يشبه قوم سبيس توون " " أفكااار رسوم متحركة " جمل لا يكاد يمر أسبوع دون أن أسمعها ... إذا ما سمعت الأول لازم فرضاً حتماً  أسمع الثاني ..
 دائماً ما أبتسم بعد جملة كهذه ابتسامة غامضة .. مفضلة عدم التعليق على ذلك ..
لكن اليوم .. يراودني شعور " أبي  أثرثر بأي شيء تهرباً من دراسة هالمساقين "  .. فحبيت أكشف لكم سر الاسبيس توون هذا الي الكل ذابحني عليه .. سر الرسوم المتحركة الذي لسبب ما الكل يصر أنني منذ خرجت من بطن أمي وأنا قابعة أمام التلفزيون أشاهد وأتبرمج بحركاتهم .. ( ناهيك عن تخيلاتهم وأنا أتنطنط بكشتي وبكل حماسة أمام التلفزيون أردد بحمااسة : سر يا أيها البطل ..سنسحقهم .. وأصييح وأضحك وياهم .. الخ من حركات مدمني التلفاز  شرات عيال أختي ..
أتساءل أحياناً كثيراً عن سر اتفاق الجميع على أني " سبيس توون"  . مع إنه الأخ  "سبيس توون" هذا ما دخل بيتنا إلا وأنا في الجامعة .. وقت ما طبعاً كبرت وخلاص اتفرمت عقلي .. وكنت بكل الأحوال بعيدة عن البيت بحكم وجودي بالسكن !!
وأزيدكم من القصيد بيت .. مرت الأيام ببيتنا ومرت .. منذ الطفولة ..  والتلفزيون ما هو إلا علبة حديد فوق الكبت .. بس إذا كفخنااه كم من كفخة ودخلنا مكان الاريل (سجينة ومقص وكبريت ومفك وكل ما يخطر ببالك ) وحطينا تحت السجينة سيادة صلاة عشان ما اتطيح السجينة .. نلجأ لهذه الوسائل طبعاً لو كنا ب آخر الشهر .. ولو كنا ببداية  الشهر نجمّع غصب خمسة دراهم من كل حد في البيت يطالع التلفزيون عشان نشتري الايريل ب25  – وما أذكره مرة تم أكثر من اسبوعين  .. هذا لو اشتغل لنا من البداية ولو ما رديناه حق الريال وبعد ضرابة ما يطيع وفي النهاية انرد حق سجينتنا بخفي حنين  – المهم بعد كل هذي العمليات المعقدة يبدأ ويشتغل لنا .. وأخيراً وأول ما يشتغل لنا تمام ... ونيلس كلنا على الأرض نطالعه بوناسة .. إذا بيد ما تدخل من خلف الباب وتجلع الواااير .. وربي ساتر من بعدها محاضرات وهزاب واستجواب .. والي تنتهي دوم بالدراما المعروفة : إلى الدراسة يلااااا.  
خخخ .. أعترف كنا نناضل ونجاهد عشان  انطالع الرسوم الي يدخل من قناة أبوظبي والشارقة ودبي كل صبح وعصر  .. فعشان جي كنا انسوي للكبارية كل شيء كل شيء بخاطرهم بس عسب ايخلونا براحتنا .. كانوا ايكافؤنا أحياناً ويخلونا لكن .. ياكثر ما كنا ننحرم بالشهور مطالعتها .. ويا كثر الأيام الي خذلتنا فيها السجينة والكبريت ورجعنا فيها لفريجنا أحسن لنا والله نلعب بالكورة وبعروساتنا من إنا نعابل هذا الصندوق الحديدي المتعب ~

 الخلاصة : " كل ممنوع مرغوب .. وإذا فُقد الشيء غلا .. هذا كان سر من أسرار اهتمامنا العالي بالرسوم المتحركة " ~
سر آخر من أسرارنا :
وهو إنه "ماشي أغنية رسوم  إلا و حفظناها" .. والسبب مب لكثرة سماعنا لها طبعاً .. يمكن حتى في حياتنا ما شفناه هالرسوم الي نغنيه .. لكن أختي الفالحة - وكأي أخت تحترم نفسها - كانت تستعرض مهاراتها وصوتها جدامنا .. اتسير بيت أختي الي كان عندها دش وتحفظ .. تكتب لستة لكل الرسوم المتحركة الي وجدت على الأرض منذ الأزل و عرفها التاريخ ..  اتيلسنا كلنا جدامها وتبدأ اتغني ونحن – معشر الجمهور نصفق لها بإعجاب عميق - .. وطبعاً اتطور مهاراتها مع الأيام .. لتبدأ وتحترف مهنة ( سرقة المسجل من أبي، والكاسيت من عمتي ) لكي تسجل أغاني الرسوم المتحركة في الكاسيت ونستمتع بسماعها معاً عند غياب الأهل ~

أما المشاكل الي كانت تواجهنا وتحرمنا من مشاهدة الرسوم المتحركة  كانت عويصة وكثيرة متشعّبة لا تنتهي لأنها تبدأ من :
 ( تخبيص في الدراسة  وقرار حظر من الوالد – أو تتصبحون بالتلفزيون والريوق حتى ما سويتووه ؟؟  ماشي تلفزيون قوموا يلا جدامي  
وأما اليوم الي اتقرر فيه  عمو  إنها تتريق بغرفتنا ونحن انطالع الرسوم فهذا اليوم ما أعرف ليش ما يصادف إلا بأمسخ حلقة..  لو حلقات هالرسوم بالذات كلها برييئة ...  اتيي عمو بس باليوم الي البنت اتحصل لها ولد اتلعب وياه...  أو اليوم اللي يقرر أبو سامي بأنا وأخي مثلاً ان يتزوج .. اتيي ذاك اليوم وتيلس اتطالع ويانا ..  وطبعاً أعفيك  بعدها عن سلسلة الاستجواب والحوقلات والنظرات الحمراء و" هاللي اتطالعونه كل يوم ها .. هاللي ذابحينا إلا تبون اتشفونه ها .. ها ويهي لو .... ولو ........ !! "  )
لتنتهي السلسلة  بعد ذلك:
 (بيوم اكتشاف عمو إنه سرقنا منها الكاسيت الي فيه صوت أمها وسجلنا فيه أغااني .. ويا سواد ليالينا بعد ذلك ) !

كل تلك العوامل .. جعلتنا نتجه أكثر إلى عوامل لعب أكثر راحة وأقل تعباً وتكلفة.. جعلتنا نفكر ونتجه إلى حلول أبسط ( فالتلفزيون مثلاً ما نقدر انخشه تحت المخدة بسهولة يوم الوالد أو الوالدة يدخلون غرفتنا فجأة لكن مثلاً  الكتاب بلى)  ~
القراءة وما أدراك ما القراءة .. تلك المهارة التي لا يتقنها الكثير من الشعوب .. لكن في بيتنا مع صغيرنا وكبيرنا - إلا الجيل الحديث اللي خرب راسهم التلفزيون -  ترى ما يثلج صدر كل مهتم بقراءة الأمم ..
إنني اعتبر دائماً أنه [ من السخف مقارنة خيال مدمني  التلفاز بخيال ومعلومات القارئ  النهم] .. ذاك الأول في عالم مليئ بالسخف والسطحيات وقليل من المعلومات ..  بينما يجول الثاني بين الأصالة .. تحت البحار  والوديان .. يجول بين التاريخ والحضارات .. بين العلم والأدب .. بين الخيال العلمي وعالم ما وراء الطبيعة .. بين الفكر الإنساني السامي و ما في السماء ..
القراءة وما أدراك ما القراءة .. كل موضوع يجول في خاطرك قد قرأنا عنه .. كل ما اقترحته أذهان الأدباء قد سمعنا وقرأنا عنه .. ومع القراءة   قابلنا مع الأبطال ..  العبقرى المخيف ( دستويفسكى ) وجلسنا  فى مجلس واحد مع ( أرشميدس ) و ( الخوارزمى ) و ( أينشتاين ) .. لقد شرح لنا ( فرويد ) نظرياته ومشينا مع ( أفلاطون ) فى بستان مدرسته .. وحلقنا مع ( طرزان ) فوق قمم الأشجار السامقة , ووثبنا  مع الرجل العنكبوت من فوق ناطحات السحاب..  ولربما وضعنا قدمينا على تربة المريخ الحمراء ، أو غطسنا فى كرة أعماق الدكتور ( بيب ) وربما فتحنا قبر ( توت عنخ أمون ) والفراعنة ..  أو حاربنا جحافل المغول .. أو ذاكرنا مع " أبو الأسود الدؤلي " مذكراته ... والعوالم المتوازية .. والحروب البولوسية والتاريخية .. وعالم المخابرات وعالم الطب والتحليلات النفسية  .. والقارة السودء وأسرارها .. وعالم الجن و الرعب ومثلث برمودا العجيب ..

إنها ( الفانتازيا ) كما يقول كاتبها حيث القواعد الوحيدة للعبة هى : لا قواعد .. وحيث الحدود الوحيدة لرقعة الخيال هى : لاحدود ..

القراءة وما أدراك ما القراءة  .. وما كنا نستطيع قراءة أي شيء .. فعالم القراءة كأي عالم يستخدمه الإنسان له سلاح ذات حدين .. ولقد كان أبي خير مفتش لما يدخل بالبيت .. صحيح إنا ( كنا انخش عنه الكتب لكن كان مصيرها أن تقع بين يديه ) .. كان يقرأ ما كنا نقرأ .. وكما كان يقول مؤلفوا السلاسل التي أدمنا متابعتها .. إنها من طراز الكتب الذي لا يجد الأب والأم والأخ الكبير حرجاً كبيراً من وجودها في البيت .. كتب تقدم لك الكثير من المعلومات بطريقة قصصية ممتعة مشوقة .. كتب كفيلةٌ أن تطور مهارات التعبير والقراءة عندك في المدرسة لتحصل على الدرجة الكاملة ..  وكفيلة أيضاً بجعلك تبدو متحذلقاً واسع المطالعة ومثقفاً لتفيدك وتنقذك فقط في ساحات المسابقات الثقافية - تلك التي على غرار :  عم كان يبحث جلجاميش ؟ لتجيب وبكل فخر بينما يصفق لك الجميع بانبهار : عن الخلود ..  وذلك طبعاً في المسابقات التي في المدارس والتلفاز - ..
خخخ ..
 أذكر ومع كل معرض كتااب بابا واقف لنا على الباب .. ها شو اشتريتوا .. فكنا لازم انحلي الكتب نشتري قصص الأنبياء والصحابة والتابعين وقصص اسلامية وواقعية وكم من كتاب اشوية خرابيط  انراويه عسب لا يشك فينا  ونتحمل الهزاب عشانها .. وكم من كتاب انخشه في السيارة ولا ورا البيت .. في النهاية .. مصيرهم كلهم عمو اتجمعهم من تحت شبرياتنا واتوديهم لأبوي ذاك المفتش الذي لا يشق له الغبار ~
القراءة وما أدراك ما القراءة ..
 .. فلقد كانت القراءة هي السبب الرئيسي بعد توفيق الله ومنه في توجهنا [ السلفي الصحيح ] .. نحن الأطفال الملولين الذي عشقنا القراءة وقرأنا كل شيء .. لم نعد نستطيع توفير المزيد من الكتب .. فما كان منا إلا أن نتوجه إلى مكتبة أبي لنشبع رغباتنا .. فما لبثنا أن خرجنا منها إلا وقد اهتدينا الطريق... وما لبثنا أن استحوذت علينا لذة وجمال الصراط المستقيم لنترك كل شيء سواه .. ونكون من حماة ودعاة إلى هذا المنبع الصافي الأصيل ~
الخلاصة :
 إلى كل داع إلى التثقف والتحذلق .. باحثاً عن السعادة بين الكتب  .. ها نحن بعد تجوالنا الكبير في كل تلك  العوالم .. لم نجد الراحة والاطمئنان إلا مع هذه الكتب السلفية الأخيرة  .. فاختصر على نفسك الطريق .. واسلك الطريق المريح .. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ~



هناك تعليقان (2):

  1. خخخخخخخخخخخخخ

    جميــل يا سبيييس توون


    " طلعتِ سوالف بحق !! " هههههههههه


    رجعتي بي إلى تلك الذكريات الجميلـة ..


    خلاص اكتشفنا الســر .. >> لا مجال للهروب خخ


    يبدو أن الوالد لم يجد حلاً معكم غير الدعاء لكم
    خخ

    الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله

    ردحذف
  2. هههه عزيزتي سكون ..


    وما خفي كان أعظم !

    إنت بس لو اتشوفين ردة فعل أخواني وأخواتي بعد ما قرووا < أبتسم >


    شكراً لمرورك الخفيف الظل عزيزتي

    ردحذف