‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع مميزة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع مميزة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 8 مايو 2012

حياة الكفاح ..







نعم لا بأس بحياة الكفاح ..

لا بأس به .. لا بأس .. سأتقبله بروح شجاعة

لا فائدة ترجى من النظر إلى الغير ولو كان أقرب قريب

لا فائدة ترجى من التمني والتحسر والتذمر

لا عصا سحرية تغير الحال من حال إلى حال

لا حلول فورية بيدك ولا حيلة

نعم لا بأس بحياة الكفاح لا بأس 

لا بأس بتناسي العالم حولك .. لا بأس بتناسي عمرك

لا بأس ببناء تبنيه بيدك من جديد ..

وترتدي الثوب الرديئ من جديد

وتجلس لتحفر لنفسك الآمال من جديد

نعم .. لا بأس بجهد جهيد

لا بأس على ما فاتك منها وما لقيت

لا بأس بتشتيتها .. وتحطيمها وما رأيت

لا بأس ما دمت لا تحتويها بين جنبيك ~

لا بأس بك .. ما دمت ترجو ما نويت =)                                 



 أدركت بعد مرور 3 أشهر من الخوض في الحياة الحقيقية أنه لا مفر من الانسحاب بعدما كنت ميممة وجهي نحوه .. وقد شغل من قلبي الكبير .. وقد عصف بمعنوياتي الكثير

 غدوت أخرى شاحبة .. علا وجهي غبار الدنيا والانتظار .. وانطفأ ما تبقى من بريق عيني بأفعال الدنيا المتتالية وهم وغم .. وعجز وفقر .. ومعاصٍ تتوالى ورفيق يتوارى .. وأسرة عبئها يتنامى ..  ولوعة هوى قد استفردت عضلاتها علي ..

تشتّت قلبي وأنا لا أجد لكل ذلك مفرًا ولا مهربا .. والساعة تمر بطيئة تلسع قلبي بعقربها .. وأزداد بذلك تمنيّا ورجاء .. أهرب أحيانًا لأحلام اليقظة المخدرة ..و أهرب غالبًا بدعاء طويل عميق ~

أتشبت حتى آخر لحظة بسراب الدنيا .. بالرغم من أن كل مؤشراتها تسير ضدي .. متجاهلة عين التجاهل يقيني  بأنه سيأتي اليوم الذي سأنجبر على لفظها لفظا من بين قوارض فمي ..

لا أدري متى دخل حب الدنيا قلبي .. ومتى تسلل .. ومتى تمكن ومتى استوطن .. أحسست فجأة  برغبتي العامرة في نعيمها وسكناها .. ومدى تلذذي بزخرفها و جمالها .. ومدى ومدى ...

كحجم السماء استنشقتها .. وألفت متعتها .. و بنى آمالي فيها صروحا وبروجا .. بالرغم من تشعب أكثريتها لتمتد إلى الآخرة .. لكن جزعي وتقلقلي أكبر دليل على أنها لم تكن صافية .. لم تكن خالصة .. بقدر ما أدرك أنها قد استوثقت قيودها حول معصميّ

أرقني التفكير كثيرًا .. حتى أدركت أنه لا مجال أمامي سوى صفع باب الأماني لأغلقه .. " والباب الي يجيك منه الريح سده واسترح "

نعم لا بأس بذلك .. لا بأس بحياة دون زينة .. ولا زخرف ولا أثقال ~

فصل: لا يجتمع حب الدنيا وحب الآخرة
رأيت سبب الهموم والغموم : الإعراض عن الله عز وجل، والإقبال على الدنيا. وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته.
فأما من رزق معرفة الله تعالى استراح لأنه يستغني بالرضى بالقضاء، فمهما قدر له رضي. وإن دعا فلم ير أثر الإجابة لم يختلج في قلبه اعتراض، لأنه مملوك مدبر فتكون همته في خدمة الخالق. ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال، ولا مخالطة الخلق ولا الإلتذاذ بالشهوات.
لأنه إما أن يكون مقصرا في المعرفة فهو مقبل على التعبد المحض، يزهد في الفاني لينال الباقي.
وإما أن يكون له ذوق في المعرفة، فإنه مشغول عن الكل بصاحب الكل. فتراه متأدبا في الخلوة به، مستأنسا بمناجاته، مستوحشا من مخالطة خلقه راضيا بما يقدر له. فعيشه معه كعيش محب قد خلا بحبيبه، لا يريد سواه، ولا يهتم بغيره.
فأما من لم يرزق هذه الأشياء، فإنه لا يزال في تنغيص متكدر العيش،لأن الذي يطبه من الدنيا لا يقدر عليه، فيبقى أبدا في الحسرات مع ما يفوته من الآخرة بسوء المعاملة. نسأل الله عز وجل أن يستصلحنا له، فإنه لا حول ولا قوة إلا به.
المصدر : صيد الخاطر / لابن الجوزي

بتغيير وجهتي  .. رأيت مدى ظلمي لنفسي..

مدى فداحة ذنبي .. مدى نقص عقلي وأنا أفرط بباقية على حساب فانية ~

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها تــــرك مـا فيهــا

لا دار للمرء بعد الـمـوت يسكنهــا إلا التي كان قبل المـــوت يبنيهــا

فإن بناهــا بخيــر طــاب مسكنهــا وإن بناهــــا بشــر خــاب بانيهــا

لا تركنن إلى الدنيــا و مـا فيهــا فالمــوت لا شـك يفنينا و يفنيهـــا

وأعمل لدار غد رضوان خازنهـا و الجارأحمد والرحمــن نــاشيهـا

قصورها ذهب و المسك طينتهـا و الزعفران حشيش نابت فيهـــا

أنهارها لبن مصفى و من عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها

و الطير تجري على الغصان عـ ـاكفة تسبح الله جهرا ً في مغانيها

فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يُحيها




أدرك السبب الذي دائمًا ما يجعلني أتلهّى وأستغفل الموت والآخرة مقبلة على الدنيا .. فالنفس التي قد عشقت الكسل وأدمنتها .. تريد الشيء القريب لا الشيء الذي سيكون .. تريد راحة دون مشقة ظاهرة  .. تريد حلولا جاهزة ونعيم الدنيا والآخرة بلا أدنى تعب ..

لكن أنى يكون لها ما أرادت وسنة الله غير ذلك ~

واحدة أنا من هذا الكون وسنة الله  ستمضي علي شئت أم أبيت  ، فإما تعب وغدا راحة .. وإما راحة وغدًا تعب ومشقة وعذاب ..

غباء هو انتظاري لمن يلقمني العلم  واستغباء أكبر هو ترقبي لمن يكون رقيبًا علي في صلاتي وفي طاعتي .. وحماقة ضخمة هو انتظاري لشيء أعرف أنه لن يأتي ..  دائمًا ما نتحدث أننا نريد من يعيننا ونريد ونريد ... وإذا لم يتأتى لنا ما نريد هل هذا كفيل بأن يسقط الواجب عنا ونعذر به يوم القيامة ؟؟

إن كلمة سآمة من نفسي لم تعد ترادف ما أشعر به .. الأمر ارتدى ثوبُا أكبر بكبيير من ذلك .. وآخر ما صرت أفكر فيه هي لومها .. أو عتابها .. أو طبطبتها أوالتخفيف عليها .. كل هذه الحلول لا تجدي معها ..المسكنات  لا تسمن ولا تغني من جوع لكن أدوية العلاج هي ما يمتاز به الطبيب الماهر  ~

ولذا قررت متوكلة على الله أن أدخلها تحت برنامج مكثف خاص بها .. بمشاريع وبنى تحتية ..  لقد قررت استغلال فراغي وأن أحث الخطى لتعمير نفسي و أرضي وأهلي وموطني ~

متفائلة جدًا كعادتي .. وما بقيت سأسعى بأن أعقب أملي عمل وسعي حقيقي بإذن ربي مهما كانت نتائجه مخيبة للآمال على ما تبدو لكثير من الناس

نعم لا بأس بحياة الكفاح .. لا بأس به ما دمت نويت به وابتغيت به وجه الله ..

نعم .. لا بأس بجهد جهيد

لا بأس على ما فاتك منها وما لقيت

لا بأس بتشتيتها .. وتحطيمها وما رأيت

لا بأس ما دمت لا تحتويها بين جنبيك ~

( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا *  وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا  * كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا  * انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً )

ياااا رب .. عونك يااا رب

يقول ابن القيم رحمه الله
" فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ؛ فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما أستحق ، ونفسه تشهد عليه لذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها ، رأى ذلك فيها كامناً كمون النار في الزناد ، فاقدح زناد من شئت ينبئك شَراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشته ، لرأيت عنده تعتباً على القدر وملامة له ، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به ، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك :
فإن تنـجُ منها تنجُ من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجياً " [ زاد المعاد 3 / 235 ]
إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأربعاء، 23 مارس 2011

بلا أطر !




مؤخراً .. أصبحت رسائلي إليك كثيرة - عزيزتي عنود – و بلا عناوين ..
هل أصبحت أعيش في واقع بعيداً عنكِ .. وعن جمال أيامنا  الباهرة .. يراودني شعور قريب لهذا بعض الشي ..
 تعلمين عزيزتي .. مجدداً أتساءل عن عالم أحبه بت أعيش فيه مؤخراً .. عن صديقاتي الجدد الاتي بودي لو عرفتُهن إليكِ .. هل تعلمين أنهن يتساءلن عنك كثيراً يا عنود .. وأنا فقط في كل مرة ينتابني ألم شديد .. وأبتسم ابتسامة بلا معنى !

واليوم يا  عنود .. يزعمن صديقاتي القريبات مني هنا أنني وصلت معهن قمة الإخاء .. أننا ذقنا معاً طعم الصداقة الحقيقة .. هن صادقات يا عنود فقد يكن وجدن  بالصداقة  لذة لا يعرفنها .. لكنهن .. كعادتهن غافلات .. بسيطات .. يرضيهن القليل .. و لا يميزن بين الغث والسمين ..

وللفائدة : الغث والسمين كلمتان بينهما طباق ( تضاد ) في المعنى . و الغث تعني : النحيف الضعيف قليل اللحم . والسمين : كثير اللحم . وعلى ما يبدو فإن هذا من كنايات العرب الشهيرة التي تضرب لكل أمر فيه الجيد والسيئ . أو لمن يختار السيئ ويترك الجيد فيقال : أخذ بالغث وترك السمين ..

أشعر بالشعور الذي قد يتراود في ذهنك و استغرابك إزاء ما أقول .. والحقيقة هي أنني أعلم يقيناً أن هذا الاستغراب سرعان ما يزول عنك إذا عرفت السبب .. وإذا عرف السبب بطل العجب يا عنود !

عن الصداقة الحقيقية يدور حديثي الليلة يا عنود .. ولربما لو سألت إحدانا عن معناه .. لوصفته بذلك الحب التي تجده في صدرها .. ذلك الشوق الذي يهتاج في روحها .. طعم الإيمان الذي تذوقه بحبها .. الهمة العالية التي يجلبنها ..  وربما فسرتها بالسعادة العامرة .. وتقهقر الآلام بلقاء الأخوة ..

باختصار : نرتجمها يا عنود بالمشاعر والإحاسيس .. ولا ندري أن غاية  الأمر هو فعل وأقاويل .. ولذلك فقط  .. أصبحن نرضى ونكتفي بالقشور ونحن لا ندري  .. وتركنا اللب و المحتوى والأهم  ونحن لا ندري .. ومن هنا يأتي الخلل في كل مرة .. ولا نشبع .. ثم لا ندري بعد ذلك لم لا نشبع !
 بل العجيب والأغرب .. هو جهلنا المركب عزيزتي ..  فنحن نترفع عن تناولنا للبّ  .. لسبب ما - ولا أدري ما الذي حملنا على ذلك -   قلبنا بعض المقاييس .. فأصبحنا نستنكر على من أراد الوصول إلى الوجبة الحقيقة بدل أن نستنكر على صاحب القشور  ... جهلاً على غفلة بالطبع نفعل ذلك يا حبيبة  ..

لا أعرف أي شعور روادني وأنا أقرأ كلمات كتبت عن الأخوة.. حقيقةً ..  لقد حجرنا واسعاً يا عنود .. وضيقنا الفناء تضييقاً ..  لذلك .. لم أشعر إلا وعينايا تدمعان وأنا أقرأ كلمات سلفنا الصالح .. يال سلفنا الصالح .. كم عرفوا لذة هذه الحياة الحقيقة ..كم  سبقونا في معاني السمو والعلو ..  بحق هم نجوم السماء .. ومنارة علا لا يعلى عليهم ..

حقيقة الحب في الله :
قال علي بن الحسين لرجل:هل يُدخل أحدكم يدَه في كُمِّ أخيه أو كيسه، فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟
قال: لا ..
.قال: فلستم بإخوان !

* قال أبو سليمان الدارانيّ:إني لأُلقِم أخاً من إخواني فأجد طعمها في حَلْقي.

من طريف الحُبِّ في الله :
* قال اليزيديُّ:رأيت الخليل بن أحمد، فوجدته قاعداً على طِنْفِسةِ، فأوسع لي، فكرهتُ التضييق عليه.فقال: إنَّه لا يضيق سَمُّ الخِياط على متحابَّيْنِ، ولا تسع الدنيا متباغضين.(عيون الأخبار، لابن قتيبة: 3/12)

أخو الصِّدق :
* قال علقمة بن لَبيد العُطارِديّ لابنه:يا بني! إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجة؛ فاصحب منهم من: إن صحبته؛ زانك، وإن خدمته؛ صانك، وإن أصابتك خصاصة (الفقر والحاجة) مانك (أي أنفق عليك واحتمل مؤونتك وقام بكفايتك)، وإن قلتَ؛ صدَّق قولك، وإن صُلتَ؛ شد صولك،
وإن مددت يدك بفضل؛ مدَّها، وإن رأى منك حسنة؛ عدَّها، وإن سألته؛ أعطاك، وإن سكتَّ عنه؛ ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمات؛ آساك، من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذُلك عند الحقائق، إن حاول حوِيلاً؛ آمرك، وإن تنازعتما مُنفِساً: آثرك. (حاول الشيء: أراده، وآمر: شاور، والمنفِس: عظيم القيمة).

* قال الشاعر:
إِنَّ أخاكَ الصِّدقَ مَنْ لَن يخدعَكْ *** وَمَن يَضـرُّ نفسَه لينفعَكْ
وَمـن إذا ريبُ زمـانٍ صَدَعَكْ *** شَتَّتَ شملَ نَفْسِهِ ليجمعَكْ
(عيون الأخبار، لابن قتيبة: ¾)

قول في الصديق :
* قال يحيى بن معاذ :بئس الصديق صديق تحتاج أن تقول له: اذكرني في دعائك، وأن تعيش معه بالمداراة أو تحتاج أن تعتذر إليه.(مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة: ص 96)

الأخوة بين الإجحاف والإنصاف :
* قال الأسود بن كثير: شكوت إلى محمد بن عليِّ بن الحسين الحاجة، وجفاء الإخوان.فقال: بئس الأخ أخا يرعاك غنيا، ويقطعك فقيرا.ثم أمر غُلامه، فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم، فقال: استنفق هذه، فإذا نفذت، فأعلمني.(كتاب المتحابين في الله، لابن قدامة: ص 97 )

هكذا فعل الإخوان في الله :
* دخل رجل على الحسن، فوجَده نائما على سريره، ووجد عند رأسه سلَّة فيها فاكهة، ففتحها، فجعل يأكل منها، فانتبه، فرأى الرجل يأكل، فقال: رحمك الله، هذا –والله- فعل الإخوان.(كتاب المتحابين في الله، لابن قدامة: ص 78 )

الأخ في الله خير من الدنيا :
* قال أبو سليمان الدارانيّ:لو أن الدنيا كلَّها في لقمة، ثم جاءني أخ لي لأحببت أن أضعها في فيه.(كتاب المتحابين في الله، لابن قدامة: ص 78)

* قال بن عبد العزيز:ما أعطيت أحدا مالا إلا وأنا أستقلُّهُ، وإني لأستحيي من الله أن أسأَلَهُ الجنة لأخ من إخواني، وأبخل عليه بالدنيا، فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة بيدك ما بخلت؟!

زيارة الأخ في الله :
* كان الإمام الشافعي –رضي الله عنه- يزور تلميذه الإمام أحمد بن حنبل كثيرا، ويزوره الآخر كثيرا. فقيل للشافعيِّ في ذلك، فأنشد –رحمه الله-:

قـالوا يزورك أحمد وتزوره *** قلت الفضائل لا تغـادر منزله
إن زارني فبفضله، أو زرته *** فلفضله، والفضل في الحالين له
فأجابه الإمام أحمد –رحمه الله-:
إن زرتنا فبفضـل فيكَ تمنحنا *** أو نحن زرنا فللفضل الذي فيكا
فلا عدمنا كلا الحالين منك ولا *** نـال الذي يتمنى فيذك شـانيكا
(الأنوار في صحبة الأخيار: ص  (56-57 
قول في الصديق :
* قال جعفر بن محمد:أثقل إخواني عليَّ من يتكلف لي وأتحفَّظ منه، وأخفُّهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي..
( مختصر منهاج القاصدين، لابن قدامة: ص 100)

أين نحن من هؤلاء ... أين نحن من هؤلاء ؟؟
بل لننظر إلى القرآن وهو يذكر صلاحيات الأخوة ..
" ليس عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "

قال الشيخ السعدي في تفسيره :
)أَوْ صَدِيقِكُمْ ) وهذا الحرج المنفي عن الأكل من هذه البيوت كل ذلك، إذا كان بدون إذن، والحكمة فيه معلومة من السياق، فإن هؤلاء المسمين قد جرت العادة والعرف بالمسامحة في الأكل منها، لأجل القرابة القريبة، أو التصرف التام، أو الصداقة، فلو قدر في أحد من هؤلاء عدم المسامحة والشح في الأكل المذكور، لم يجز الأكل، ولم يرتفع الحرج، نظرا للحكمة والمعنى...
ثم قال : (وفي هذه الآيات دليل على قاعدة عامة كلية وهي: أن « العرف والعادة مخصص للألفاظ، كتخصيص اللفظ للفظ » فإن الأصل أن الإنسان ممنوع من تناول طعام غيره، مع أن الله أباح الأكل من بيوت هؤلاء، للعرف والعادة، فكل مسألة تتوقف على الإذن من مالك الشيء، إذا علم إذنه بالقول أو العرف جاز الاقدام عليه .. )

أين نحن من هؤلاء ... أين نحن من هؤلاء ؟؟


إقرأ المزيد... Résuméabuiyad

الأربعاء، 19 يناير 2011





" صدق إنج اسبيس تووون " .. " حركااتج شرااات اللي بسبيس توون" " صوتج يشبه قوم سبيس توون " " أفكااار رسوم متحركة " جمل لا يكاد يمر أسبوع دون أن أسمعها ... إذا ما سمعت الأول لازم فرضاً حتماً  أسمع الثاني ..
 دائماً ما أبتسم بعد جملة كهذه ابتسامة غامضة .. مفضلة عدم التعليق على ذلك ..
لكن اليوم .. يراودني شعور " أبي  أثرثر بأي شيء تهرباً من دراسة هالمساقين "  .. فحبيت أكشف لكم سر الاسبيس توون هذا الي الكل ذابحني عليه .. سر الرسوم المتحركة الذي لسبب ما الكل يصر أنني منذ خرجت من بطن أمي وأنا قابعة أمام التلفزيون أشاهد وأتبرمج بحركاتهم .. ( ناهيك عن تخيلاتهم وأنا أتنطنط بكشتي وبكل حماسة أمام التلفزيون أردد بحمااسة : سر يا أيها البطل ..سنسحقهم .. وأصييح وأضحك وياهم .. الخ من حركات مدمني التلفاز  شرات عيال أختي ..
أتساءل أحياناً كثيراً عن سر اتفاق الجميع على أني " سبيس توون"  . مع إنه الأخ  "سبيس توون" هذا ما دخل بيتنا إلا وأنا في الجامعة .. وقت ما طبعاً كبرت وخلاص اتفرمت عقلي .. وكنت بكل الأحوال بعيدة عن البيت بحكم وجودي بالسكن !!
وأزيدكم من القصيد بيت .. مرت الأيام ببيتنا ومرت .. منذ الطفولة ..  والتلفزيون ما هو إلا علبة حديد فوق الكبت .. بس إذا كفخنااه كم من كفخة ودخلنا مكان الاريل (سجينة ومقص وكبريت ومفك وكل ما يخطر ببالك ) وحطينا تحت السجينة سيادة صلاة عشان ما اتطيح السجينة .. نلجأ لهذه الوسائل طبعاً لو كنا ب آخر الشهر .. ولو كنا ببداية  الشهر نجمّع غصب خمسة دراهم من كل حد في البيت يطالع التلفزيون عشان نشتري الايريل ب25  – وما أذكره مرة تم أكثر من اسبوعين  .. هذا لو اشتغل لنا من البداية ولو ما رديناه حق الريال وبعد ضرابة ما يطيع وفي النهاية انرد حق سجينتنا بخفي حنين  – المهم بعد كل هذي العمليات المعقدة يبدأ ويشتغل لنا .. وأخيراً وأول ما يشتغل لنا تمام ... ونيلس كلنا على الأرض نطالعه بوناسة .. إذا بيد ما تدخل من خلف الباب وتجلع الواااير .. وربي ساتر من بعدها محاضرات وهزاب واستجواب .. والي تنتهي دوم بالدراما المعروفة : إلى الدراسة يلااااا.  
خخخ .. أعترف كنا نناضل ونجاهد عشان  انطالع الرسوم الي يدخل من قناة أبوظبي والشارقة ودبي كل صبح وعصر  .. فعشان جي كنا انسوي للكبارية كل شيء كل شيء بخاطرهم بس عسب ايخلونا براحتنا .. كانوا ايكافؤنا أحياناً ويخلونا لكن .. ياكثر ما كنا ننحرم بالشهور مطالعتها .. ويا كثر الأيام الي خذلتنا فيها السجينة والكبريت ورجعنا فيها لفريجنا أحسن لنا والله نلعب بالكورة وبعروساتنا من إنا نعابل هذا الصندوق الحديدي المتعب ~

 الخلاصة : " كل ممنوع مرغوب .. وإذا فُقد الشيء غلا .. هذا كان سر من أسرار اهتمامنا العالي بالرسوم المتحركة " ~
سر آخر من أسرارنا :
وهو إنه "ماشي أغنية رسوم  إلا و حفظناها" .. والسبب مب لكثرة سماعنا لها طبعاً .. يمكن حتى في حياتنا ما شفناه هالرسوم الي نغنيه .. لكن أختي الفالحة - وكأي أخت تحترم نفسها - كانت تستعرض مهاراتها وصوتها جدامنا .. اتسير بيت أختي الي كان عندها دش وتحفظ .. تكتب لستة لكل الرسوم المتحركة الي وجدت على الأرض منذ الأزل و عرفها التاريخ ..  اتيلسنا كلنا جدامها وتبدأ اتغني ونحن – معشر الجمهور نصفق لها بإعجاب عميق - .. وطبعاً اتطور مهاراتها مع الأيام .. لتبدأ وتحترف مهنة ( سرقة المسجل من أبي، والكاسيت من عمتي ) لكي تسجل أغاني الرسوم المتحركة في الكاسيت ونستمتع بسماعها معاً عند غياب الأهل ~

أما المشاكل الي كانت تواجهنا وتحرمنا من مشاهدة الرسوم المتحركة  كانت عويصة وكثيرة متشعّبة لا تنتهي لأنها تبدأ من :
 ( تخبيص في الدراسة  وقرار حظر من الوالد – أو تتصبحون بالتلفزيون والريوق حتى ما سويتووه ؟؟  ماشي تلفزيون قوموا يلا جدامي  
وأما اليوم الي اتقرر فيه  عمو  إنها تتريق بغرفتنا ونحن انطالع الرسوم فهذا اليوم ما أعرف ليش ما يصادف إلا بأمسخ حلقة..  لو حلقات هالرسوم بالذات كلها برييئة ...  اتيي عمو بس باليوم الي البنت اتحصل لها ولد اتلعب وياه...  أو اليوم اللي يقرر أبو سامي بأنا وأخي مثلاً ان يتزوج .. اتيي ذاك اليوم وتيلس اتطالع ويانا ..  وطبعاً أعفيك  بعدها عن سلسلة الاستجواب والحوقلات والنظرات الحمراء و" هاللي اتطالعونه كل يوم ها .. هاللي ذابحينا إلا تبون اتشفونه ها .. ها ويهي لو .... ولو ........ !! "  )
لتنتهي السلسلة  بعد ذلك:
 (بيوم اكتشاف عمو إنه سرقنا منها الكاسيت الي فيه صوت أمها وسجلنا فيه أغااني .. ويا سواد ليالينا بعد ذلك ) !

كل تلك العوامل .. جعلتنا نتجه أكثر إلى عوامل لعب أكثر راحة وأقل تعباً وتكلفة.. جعلتنا نفكر ونتجه إلى حلول أبسط ( فالتلفزيون مثلاً ما نقدر انخشه تحت المخدة بسهولة يوم الوالد أو الوالدة يدخلون غرفتنا فجأة لكن مثلاً  الكتاب بلى)  ~
القراءة وما أدراك ما القراءة .. تلك المهارة التي لا يتقنها الكثير من الشعوب .. لكن في بيتنا مع صغيرنا وكبيرنا - إلا الجيل الحديث اللي خرب راسهم التلفزيون -  ترى ما يثلج صدر كل مهتم بقراءة الأمم ..
إنني اعتبر دائماً أنه [ من السخف مقارنة خيال مدمني  التلفاز بخيال ومعلومات القارئ  النهم] .. ذاك الأول في عالم مليئ بالسخف والسطحيات وقليل من المعلومات ..  بينما يجول الثاني بين الأصالة .. تحت البحار  والوديان .. يجول بين التاريخ والحضارات .. بين العلم والأدب .. بين الخيال العلمي وعالم ما وراء الطبيعة .. بين الفكر الإنساني السامي و ما في السماء ..
القراءة وما أدراك ما القراءة .. كل موضوع يجول في خاطرك قد قرأنا عنه .. كل ما اقترحته أذهان الأدباء قد سمعنا وقرأنا عنه .. ومع القراءة   قابلنا مع الأبطال ..  العبقرى المخيف ( دستويفسكى ) وجلسنا  فى مجلس واحد مع ( أرشميدس ) و ( الخوارزمى ) و ( أينشتاين ) .. لقد شرح لنا ( فرويد ) نظرياته ومشينا مع ( أفلاطون ) فى بستان مدرسته .. وحلقنا مع ( طرزان ) فوق قمم الأشجار السامقة , ووثبنا  مع الرجل العنكبوت من فوق ناطحات السحاب..  ولربما وضعنا قدمينا على تربة المريخ الحمراء ، أو غطسنا فى كرة أعماق الدكتور ( بيب ) وربما فتحنا قبر ( توت عنخ أمون ) والفراعنة ..  أو حاربنا جحافل المغول .. أو ذاكرنا مع " أبو الأسود الدؤلي " مذكراته ... والعوالم المتوازية .. والحروب البولوسية والتاريخية .. وعالم المخابرات وعالم الطب والتحليلات النفسية  .. والقارة السودء وأسرارها .. وعالم الجن و الرعب ومثلث برمودا العجيب ..

إنها ( الفانتازيا ) كما يقول كاتبها حيث القواعد الوحيدة للعبة هى : لا قواعد .. وحيث الحدود الوحيدة لرقعة الخيال هى : لاحدود ..

القراءة وما أدراك ما القراءة  .. وما كنا نستطيع قراءة أي شيء .. فعالم القراءة كأي عالم يستخدمه الإنسان له سلاح ذات حدين .. ولقد كان أبي خير مفتش لما يدخل بالبيت .. صحيح إنا ( كنا انخش عنه الكتب لكن كان مصيرها أن تقع بين يديه ) .. كان يقرأ ما كنا نقرأ .. وكما كان يقول مؤلفوا السلاسل التي أدمنا متابعتها .. إنها من طراز الكتب الذي لا يجد الأب والأم والأخ الكبير حرجاً كبيراً من وجودها في البيت .. كتب تقدم لك الكثير من المعلومات بطريقة قصصية ممتعة مشوقة .. كتب كفيلةٌ أن تطور مهارات التعبير والقراءة عندك في المدرسة لتحصل على الدرجة الكاملة ..  وكفيلة أيضاً بجعلك تبدو متحذلقاً واسع المطالعة ومثقفاً لتفيدك وتنقذك فقط في ساحات المسابقات الثقافية - تلك التي على غرار :  عم كان يبحث جلجاميش ؟ لتجيب وبكل فخر بينما يصفق لك الجميع بانبهار : عن الخلود ..  وذلك طبعاً في المسابقات التي في المدارس والتلفاز - ..
خخخ ..
 أذكر ومع كل معرض كتااب بابا واقف لنا على الباب .. ها شو اشتريتوا .. فكنا لازم انحلي الكتب نشتري قصص الأنبياء والصحابة والتابعين وقصص اسلامية وواقعية وكم من كتاب اشوية خرابيط  انراويه عسب لا يشك فينا  ونتحمل الهزاب عشانها .. وكم من كتاب انخشه في السيارة ولا ورا البيت .. في النهاية .. مصيرهم كلهم عمو اتجمعهم من تحت شبرياتنا واتوديهم لأبوي ذاك المفتش الذي لا يشق له الغبار ~
القراءة وما أدراك ما القراءة ..
 .. فلقد كانت القراءة هي السبب الرئيسي بعد توفيق الله ومنه في توجهنا [ السلفي الصحيح ] .. نحن الأطفال الملولين الذي عشقنا القراءة وقرأنا كل شيء .. لم نعد نستطيع توفير المزيد من الكتب .. فما كان منا إلا أن نتوجه إلى مكتبة أبي لنشبع رغباتنا .. فما لبثنا أن خرجنا منها إلا وقد اهتدينا الطريق... وما لبثنا أن استحوذت علينا لذة وجمال الصراط المستقيم لنترك كل شيء سواه .. ونكون من حماة ودعاة إلى هذا المنبع الصافي الأصيل ~
الخلاصة :
 إلى كل داع إلى التثقف والتحذلق .. باحثاً عن السعادة بين الكتب  .. ها نحن بعد تجوالنا الكبير في كل تلك  العوالم .. لم نجد الراحة والاطمئنان إلا مع هذه الكتب السلفية الأخيرة  .. فاختصر على نفسك الطريق .. واسلك الطريق المريح .. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ~



إقرأ المزيد... Résuméabuiyad