الثلاثاء، 8 مايو 2012

حياة الكفاح ..







نعم لا بأس بحياة الكفاح ..

لا بأس به .. لا بأس .. سأتقبله بروح شجاعة

لا فائدة ترجى من النظر إلى الغير ولو كان أقرب قريب

لا فائدة ترجى من التمني والتحسر والتذمر

لا عصا سحرية تغير الحال من حال إلى حال

لا حلول فورية بيدك ولا حيلة

نعم لا بأس بحياة الكفاح لا بأس 

لا بأس بتناسي العالم حولك .. لا بأس بتناسي عمرك

لا بأس ببناء تبنيه بيدك من جديد ..

وترتدي الثوب الرديئ من جديد

وتجلس لتحفر لنفسك الآمال من جديد

نعم .. لا بأس بجهد جهيد

لا بأس على ما فاتك منها وما لقيت

لا بأس بتشتيتها .. وتحطيمها وما رأيت

لا بأس ما دمت لا تحتويها بين جنبيك ~

لا بأس بك .. ما دمت ترجو ما نويت =)                                 



 أدركت بعد مرور 3 أشهر من الخوض في الحياة الحقيقية أنه لا مفر من الانسحاب بعدما كنت ميممة وجهي نحوه .. وقد شغل من قلبي الكبير .. وقد عصف بمعنوياتي الكثير

 غدوت أخرى شاحبة .. علا وجهي غبار الدنيا والانتظار .. وانطفأ ما تبقى من بريق عيني بأفعال الدنيا المتتالية وهم وغم .. وعجز وفقر .. ومعاصٍ تتوالى ورفيق يتوارى .. وأسرة عبئها يتنامى ..  ولوعة هوى قد استفردت عضلاتها علي ..

تشتّت قلبي وأنا لا أجد لكل ذلك مفرًا ولا مهربا .. والساعة تمر بطيئة تلسع قلبي بعقربها .. وأزداد بذلك تمنيّا ورجاء .. أهرب أحيانًا لأحلام اليقظة المخدرة ..و أهرب غالبًا بدعاء طويل عميق ~

أتشبت حتى آخر لحظة بسراب الدنيا .. بالرغم من أن كل مؤشراتها تسير ضدي .. متجاهلة عين التجاهل يقيني  بأنه سيأتي اليوم الذي سأنجبر على لفظها لفظا من بين قوارض فمي ..

لا أدري متى دخل حب الدنيا قلبي .. ومتى تسلل .. ومتى تمكن ومتى استوطن .. أحسست فجأة  برغبتي العامرة في نعيمها وسكناها .. ومدى تلذذي بزخرفها و جمالها .. ومدى ومدى ...

كحجم السماء استنشقتها .. وألفت متعتها .. و بنى آمالي فيها صروحا وبروجا .. بالرغم من تشعب أكثريتها لتمتد إلى الآخرة .. لكن جزعي وتقلقلي أكبر دليل على أنها لم تكن صافية .. لم تكن خالصة .. بقدر ما أدرك أنها قد استوثقت قيودها حول معصميّ

أرقني التفكير كثيرًا .. حتى أدركت أنه لا مجال أمامي سوى صفع باب الأماني لأغلقه .. " والباب الي يجيك منه الريح سده واسترح "

نعم لا بأس بذلك .. لا بأس بحياة دون زينة .. ولا زخرف ولا أثقال ~

فصل: لا يجتمع حب الدنيا وحب الآخرة
رأيت سبب الهموم والغموم : الإعراض عن الله عز وجل، والإقبال على الدنيا. وكلما فات منها شيء وقع الغم لفواته.
فأما من رزق معرفة الله تعالى استراح لأنه يستغني بالرضى بالقضاء، فمهما قدر له رضي. وإن دعا فلم ير أثر الإجابة لم يختلج في قلبه اعتراض، لأنه مملوك مدبر فتكون همته في خدمة الخالق. ومن هذه صفته لا يؤثر جمع مال، ولا مخالطة الخلق ولا الإلتذاذ بالشهوات.
لأنه إما أن يكون مقصرا في المعرفة فهو مقبل على التعبد المحض، يزهد في الفاني لينال الباقي.
وإما أن يكون له ذوق في المعرفة، فإنه مشغول عن الكل بصاحب الكل. فتراه متأدبا في الخلوة به، مستأنسا بمناجاته، مستوحشا من مخالطة خلقه راضيا بما يقدر له. فعيشه معه كعيش محب قد خلا بحبيبه، لا يريد سواه، ولا يهتم بغيره.
فأما من لم يرزق هذه الأشياء، فإنه لا يزال في تنغيص متكدر العيش،لأن الذي يطبه من الدنيا لا يقدر عليه، فيبقى أبدا في الحسرات مع ما يفوته من الآخرة بسوء المعاملة. نسأل الله عز وجل أن يستصلحنا له، فإنه لا حول ولا قوة إلا به.
المصدر : صيد الخاطر / لابن الجوزي

بتغيير وجهتي  .. رأيت مدى ظلمي لنفسي..

مدى فداحة ذنبي .. مدى نقص عقلي وأنا أفرط بباقية على حساب فانية ~

النفس تبكي على الدنيا وقد علمت أن السلامة فيها تــــرك مـا فيهــا

لا دار للمرء بعد الـمـوت يسكنهــا إلا التي كان قبل المـــوت يبنيهــا

فإن بناهــا بخيــر طــاب مسكنهــا وإن بناهــــا بشــر خــاب بانيهــا

لا تركنن إلى الدنيــا و مـا فيهــا فالمــوت لا شـك يفنينا و يفنيهـــا

وأعمل لدار غد رضوان خازنهـا و الجارأحمد والرحمــن نــاشيهـا

قصورها ذهب و المسك طينتهـا و الزعفران حشيش نابت فيهـــا

أنهارها لبن مصفى و من عسل والخمر يجري رحيقا في مجاريها

و الطير تجري على الغصان عـ ـاكفة تسبح الله جهرا ً في مغانيها

فمن يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يُحيها




أدرك السبب الذي دائمًا ما يجعلني أتلهّى وأستغفل الموت والآخرة مقبلة على الدنيا .. فالنفس التي قد عشقت الكسل وأدمنتها .. تريد الشيء القريب لا الشيء الذي سيكون .. تريد راحة دون مشقة ظاهرة  .. تريد حلولا جاهزة ونعيم الدنيا والآخرة بلا أدنى تعب ..

لكن أنى يكون لها ما أرادت وسنة الله غير ذلك ~

واحدة أنا من هذا الكون وسنة الله  ستمضي علي شئت أم أبيت  ، فإما تعب وغدا راحة .. وإما راحة وغدًا تعب ومشقة وعذاب ..

غباء هو انتظاري لمن يلقمني العلم  واستغباء أكبر هو ترقبي لمن يكون رقيبًا علي في صلاتي وفي طاعتي .. وحماقة ضخمة هو انتظاري لشيء أعرف أنه لن يأتي ..  دائمًا ما نتحدث أننا نريد من يعيننا ونريد ونريد ... وإذا لم يتأتى لنا ما نريد هل هذا كفيل بأن يسقط الواجب عنا ونعذر به يوم القيامة ؟؟

إن كلمة سآمة من نفسي لم تعد ترادف ما أشعر به .. الأمر ارتدى ثوبُا أكبر بكبيير من ذلك .. وآخر ما صرت أفكر فيه هي لومها .. أو عتابها .. أو طبطبتها أوالتخفيف عليها .. كل هذه الحلول لا تجدي معها ..المسكنات  لا تسمن ولا تغني من جوع لكن أدوية العلاج هي ما يمتاز به الطبيب الماهر  ~

ولذا قررت متوكلة على الله أن أدخلها تحت برنامج مكثف خاص بها .. بمشاريع وبنى تحتية ..  لقد قررت استغلال فراغي وأن أحث الخطى لتعمير نفسي و أرضي وأهلي وموطني ~

متفائلة جدًا كعادتي .. وما بقيت سأسعى بأن أعقب أملي عمل وسعي حقيقي بإذن ربي مهما كانت نتائجه مخيبة للآمال على ما تبدو لكثير من الناس

نعم لا بأس بحياة الكفاح .. لا بأس به ما دمت نويت به وابتغيت به وجه الله ..

نعم .. لا بأس بجهد جهيد

لا بأس على ما فاتك منها وما لقيت

لا بأس بتشتيتها .. وتحطيمها وما رأيت

لا بأس ما دمت لا تحتويها بين جنبيك ~

( مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا *  وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا  * كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا  * انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً )

ياااا رب .. عونك يااا رب

يقول ابن القيم رحمه الله
" فأكثر الخلق بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غير الحق ظن السوء ؛ فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوس الحق ، ناقص الحظ ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ، ولسان حاله يقول : ظلمني ربي ومنعني ما أستحق ، ونفسه تشهد عليه لذلك ، وهو بلسانه ينكره ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها ، رأى ذلك فيها كامناً كمون النار في الزناد ، فاقدح زناد من شئت ينبئك شَراره عما في زناده ، ولو فتشت من فتشته ، لرأيت عنده تعتباً على القدر وملامة له ، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به ، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقل ومستكثر ، وفتش نفسك هل أنت سالم من ذلك :
فإن تنـجُ منها تنجُ من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجياً " [ زاد المعاد 3 / 235 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق