السبت، 30 نوفمبر 2013

بك نحيا



ولكنني سيئة جدا وأعرف نفسي كثيرا، إنني مهما فعلت لن أكون كهؤلاء الناجحين الذين تتحدثين عنهم ، إنهم عظمااء ولو تعلمين ضعفي الذي أعلمه ما جرؤتي أن تطلبي مني ما تطلبين ~

أخبرتها كثيرا ومرارا أننا جميعا سيئون، إن النفس البشرية لها حد معين تقف عاجزة بعده، إنها لا تستطيع فعل كل ما يراد منها، وإلا لغدت ملائكة تمشي على الأرض .. ألم يقل الله ويقسم " كلا لما يقض ما أمره " .. !
مهما سعينا بالأفعال والتخطيط والتفكير سنظل نشعر بإحباط يلازمنا، إن بشريتنا أمر مفروغ منه يا عزيزتي .. وعلينا بالفعل أن نحب بشريتنا كي نشعر بأريحية تامة ونشعر بعدها بالسعادة ..
شيء ما حدث بهذا الكون وسيحدث، العالم الغيبي عالم شاسع لا ندري منه إلا أقل القليل، خالقنا خلقنا بعجزنا وضعفنا، خلقنا بشر .. ثم كلفنا حمل الأمانة !
يا رب والسماوات على سعتها رفضت ، والجبال على هيبتها أبت ، والأرضين على عمقها استثقلتها ، ما معنى أن يقبل الانسان إذًا .. !!  حتما إنه حمل لا يطاق ، كيف لنا أن نشعر بالرضى وكل هذا الحمل ينتظرنا ونحن بالكاد نذكر، ضعفاء ضئيلين أمام مخلوقات عظيمة كهؤلاء ؟؟
لكن الله الرحمن الرحيم ، من يعلم ضعفنا ، أخبرنا أننا لن نستطيع فعل ذلك وحدنا، علمنا أننا لن نبلغ مكانا دونه ، كي نعبده كان لا بد من الاستعانة به ~
سألتها .. هل تعلمين لم يعيش المستقيمون على طريق الله بعالم كالجنة وهم هنا معنا في هذه الدنيا ؟؟
سببان طالما سمعناها لو عقلناها يا صغيرتي:
فهم قد علموا أولا أن لا حول ولا قوة لهم إلا بربهم ، لذلك اتجهوا لربهم بدل الاتجاه لأنفسهم..
لحظات تعقب الذنب لم يكرهوا أنفسهم بل أحبوا خالقهم لأن ربهم على نقيضهم كااامل الصفات فهو أكمل ما يكون في معاني العفو والمغفرة و يفرح بتوبتهم ويسترهم ،،
لحظات تسبق القلق لم يثقوا في أنفسهم لكنهم شعروا أن الله بعظمته وقوته وقدرته وبكمااله المطلق معهم لأنه كريييم يستحيي لو رفع العبد يديه أن يرده صفرا ..
لحظات تتزامن مع المكتوب سلموا نفسه واستسلموا لأنهم يثقون بكامل الصفات، بالله صاحب الأسماء الحسنى، بالحكيم العليم الخبير الذي لن ولا يريد لهم إلا الخير ..
عرفوا السر : أن الغاية هو الانشغال في معبودهم لا في أنفسهم ، لذلك أحبووه وأخلصوا له قلوبهم .. إنهم لا يقيمون لذواتهم أي عبرة ، إنه الله حيث تحلق أرواحهم عنده منبهرين بجماله وكماله..
وبينما البشر عاجزون غارقون في بحار ضعفهم ، وبينما البشر متخبطون يبحثون عن حلول ومصادر قوة، و ألف راحة ووسيلة، وتخطيط وخرافة ، وعمن يقدسونه وينتشلهم من أنفسهم، وصل المستقيمون إلى الله ، الذي إليه المنتهى، منتهى كل كمال.
إن المستقيمين عندما استعانوا بالله واعتمدوا عليه كل الاعتماد في أداء أمانتهم ، شعروا بالحياة تدب في أرواحهم ، إن الأمر هين جدا، أخلص النية ثم انطلق ،، فإذا كان الله الكامل وأقوى من في الكون معك فمن يقف أمامك ..
قرؤوا تعاليم الحياة والشريعة وفهموا المطلوب منهم .. إن المطلوب منهم ليس بالسهل أبدا .. ولكن من يهتم ..
ما هي تعاليم الحياة ؟؟
العبادة ؟؟ الصلوات ، الزكاة ، الحج ، الصوم ، الأخلاق ، الأذكار، بر الوالدين ، تربية الأبناء ، السعي للرزق ، صون النفس عن الحرام ، دعوة الناس، محاربة الهوى والشيطان ،،  حتى في مسائل قضاء الحاجة  وووو وألف واجب وحرام .. لا لحظات فراغ .. كل لحظة تجد في الشريعة لها ذكر..
أي عبادة يقدمون ، أيها يأخرون ، في أيها يركزون ومن أين يبدؤون وألف سؤال وسؤال يوميا في خضم الحياة ، وعن الطريق الصواب كل مرة ، يسألون في كل يوم وليلة الرب ، يا رب يا رب ثم كيف نتصرف الآن ؟؟
 فيرسل الله لهم برحمته واسطة بينه وبينهم ، بشرا من أنفسهم ، يجمع أكمل صفات العبودية، كي يروا النموذج بأنفسهم  .. كي يعلمهم أحسن التعليم .. كي يكون لهم القدوة و يرسم لهم الطريق كاملا خلال 23 سنة ..
" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "
هذا هو الطريق فيا عبادي اسعوا .. وكل يجازى بما سعى .. لا تحيدوا عنه فتضلوا .. إنكم مهما فعلتم لن تستطيعوا حمل الأمانة وحدكم .. وبغير هذا الطريق لن تصلوا إلى شيء..
" وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
نظرت إليها .. ثم قلت :
لذلك يا أمة الله اسعي ، لا تحبي نفسك ، الكلام عن نفسك حديث فارغ ، أحبي ربك وسترين كل شيء جميلا في هذا الحياة ، ستشعرين بالطاقة والقوة تعتمرك .. ثم بعد ذلك حذار أن تفعلي شيئا دون أن تكون السنة والشريعة معك  .. حذار أن لا يكون معك مرجع في كل خطوة تخطينها ~

ثم هل لك أن تخبريني كيف لك معرفة السنة والرسول وما فعل -بالله عليك-  لو لم تتعلمي !




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق