السبت، 11 يناير 2014

لست كاذبة !



أي صديقة
 
قاربت سنة كاملة على الانتهاء ، واقفة مجددا أمام بحر الحيرة أراقب أمواجها .. لست أفهم.. لست أفهم
لماذا لا أفهم يا صديقة .. لماذا لم أعد أفهم ..
تتراطم الأمواج أمامي وأنا على الساحل ، أراجع الموقف فالآخر ،،
أتساءل عن كل هذا الغموض .. أتساءل لم لا يجيب أحد عن أسئلتي ..
لم بعد كل هذا السنين يوجبون علي اتباعهم بلا بحث صادق !

يقول الشيخ حمد العثمان في كتابه – الصوارف عن الحق - :
" هذا يقع غالبا من خامد الذهن ، أما الذكي نشيط الذهن اذا سمع بتخطئة ما يعتقده فان ذلك يثير الأنفة عنده  [ لطلب العلم في المسألة التي يعتقدها ]  وبحثها على سبيل الاستقصاء ... 

كنت أبحث بنية صادقة ، لم أكن أدعي العلم ، لم أكن أدافع عن أحد ، لم يكن لي موقف محدد ، كنت أثير إشكالاتي ببراءة صادقة ، كنت أتحدث بوضوح من أعماق قلبي ، كنت أتتبع كلامهم وأسألهم .. ، أبحث وأقارن وأستدل .. كنت ساذجة جدا غافلة جدا ولم أدر ولم أشعر أن ثرثرتي وهذربتي كله كان يؤخذ على محمل الشك !
إنهم يتحدثون مجددا بلغة المشاعر تلك التي لا أفهمها ، ألأنني أحبها ظنني الجميع أنني أقف في صفها !
لماذا لا يدركون أنني أيضا كنت أحبهم ، لماذا لا يفرقون مجددا بين الأمور الجادة والمواقف المعتادة !
إنه ديني يا صديقة .. 
ويبيع أحد دينه بثمن بخس اسمه الحب !!
لست أفهم كيف فهموا مني ما فهموا .. لست أفهم يا صديقة لم يظنوني أتعالم .. لست أفهم لم يرفضون إزالة الشبهات وما علق بفهمي من رأسي !!
لم يغلق - كبيرهم وصغيرهم  الأبواب على وجهي - .. لم !
ما زلت يا صديقة أحدث الكبير بأدب أطلب منه التوضيح ، أحدث صديقاتي بلطف أطلب منهم الإقبال للحديث معي، أحدث الله بخضوع أطلب منه التوفيق والإعانة ..
ما زلت يا صديقة إلى الآن واقفة أمام البحر أراقب كل ما يحدث بحزن وصمت وألم ..

أي صديقة ..
أعترف أنني شعرت كثيرا وطويلا  أنني بالفعل جاهلة ، مخطئة ، متهورة ، مجنونة تخلط بين الأوراق ولا تعرف شيئا وهي تظن أنها تعرف ..
ولكنني لست كاذبة يا صديقة ..  لست كاذبة !
مهما كانت الأحاديث توقدني إلى مسار تكذيب نفسي ، مهما علت أصواتكم جميعا وقلتم لي بصوت واحدة  يا أمل أنتِ كاذبة .. أنتِ مراوغة .. أنتِ مخادعة  وإنما تخدعينا لمآربك الآخرى ..
في هذه لن أصدقكم يا صديقتي ، كلا وأبدا ، الصوت ...  – ذلك الصوت – الذي في أعماق قلبي وقلبكِ يدرك ويعلم .. يدرك جيدا ،  كم أكون غافلة تماما عن دروب الكاذبين ~

أي صديقة
وقد تجمدت أطرافي في هذا الصعيق ، وطال الانتظار ، أتوق للحياة وللأمل مجددا ، لذلك العالم الرحب الذي اعتدت دائما أن أنطلق في سمائه ،،
أتوق لليابسة وللعمار والدفء .. أتوق لقضاء وقتي على أرضها والرحيل من أمام هذا الكائن الغريب البارد جدا  " البحر" !
إنها اليابسة إذن .. أسبقك إليها ..
قد قالها المصطفى قبلنا : أحبب من شئت فإنك مفارقه ..
~

لست أبكي ~
رغم حزني العميق جدا ، المؤلم جدا ، لن أبكي
" أملي "
كلمة كلي أمل بسماعها ،

يوما ما وأنا على اليابسة وقد انقطعت أنفاسي  ،،  في محطة ما  تأتين - كعادتك - لإنقاذي ^^



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق